القوى الملطفة[1]، والمحللة[2]، والجالية[3] والمخشنة[4].. وغيرها.
قلت: أهذه هي قوى
الأغذية؟
قال: هناك القوى
الثوالث: وهي المفتتة للحصى - المدرة للبول - المدرة للطمث - المدرة للبن -
المولدة للمني والقاطعة له - المنقية للصدر.
التدبير:
قلت: فحدثني عن
كيفية التدبير الذي أستطيع به تطبيق ما ذكرته.
قال: ذلك يكون
بأربعة أمور.
قلت: أعلم أنها
أربعة، فما هي؟
قال: أما أولها،
فملاءمة الطعام لبدن المغتذي به في الوقت الذي يعتذي به فيه، فمتى كان الغالب على
البدن الحرارة احتاج إلى الأغذية البادرة، ومتى كان الغالب عليه البرد احتاج إلى
الأغذية الحارة، ومتى كان معتدلاً احتاج إلى الأغذية المعتدلة المشاكلة له.
قلت: والثاني؟
قال: تقدير الطعام
بأن يكون على مقدار قوة الهضم، لأنه وإن كان في نفسه محموداً، وكان ملائماً للبدن،
وكان أكثر من قدر احتمال قوة الهضم ولم يستحكم هضمه تولد منه غذاء رديء.
[1] الملطف: هو الدواء الذي
من شأنه أن يجعل قوام الخلط أرق بحرارة معتدلة.
[2] المحلل: هو الدواء الذي
من شأنه أن يفرق الخلط بتبخيره إياه وإخراجه عن موضعه الذي اشتبك فيه جزءاً بعد
جزء حتى إنه بدوام فعله يفني ما يفني منه بقوة حرارته.
[3] الجالي: هو الدواء الذي
من شأنه أن يحرّك الرطوبات اللزجة والجامدة عن فوهات المسام في مسطح العضو حتى
يبعدها عنه مثل ماء العسل. وكل دواء جالٍ فإنه بجلائه ويليّن الطبيعة وإن لم يكن
فيه قوة إسهالية وكل مر جالٍ.
[4] المخشن: هو الدواء الذي
يجعل سطح العضو مختلف الأجزاء في الارتفاع والانخفاض إما لشدة تقبيضه مع كثافة
جوهره وإما لشدّة حرافته مع لطافة جوهره فيقطع ويبطل الاستواء.