خرجت من المطعم الأول بعد أن عرفت الأصول التي ينبني عليها الطعام في
ذلك القسم، فلاح لي بمجرد خروجي مطعم يشبه مطاعم الشرق الأقصى، ورأيت بجانبه رجلا
تبدو عليه ملامح كونفوشيوس، منفردا عن الناس، فأحسست بقلبي يدعوني إلى لقائه
والاستفادة منه، فاقتربت منه، وقلت: لا شك أنك كونفوشيوس.
قال: لا.. أنا جورج أوشاوا.. ألا تعرفني؟.. أنا من اليابان... وقد
اهتممت بهذا النوع من العلاج بعدما أصبت بالسل، وكان عمري 22 عاما.. وقد ماتت أمي
وأختي بالسل أيضا.. وقد ألفت 300 كتاب، وطبع من كتابي Zen macrobioitic 700 طبعه.
قلت: فبأي علاج أتيت؟
قال: أنا مؤسس ما تسمونه الماكرو بيوتيك.
قلت: ماهو الماكروبيوتك؟
قال: هي كلمة يونانية معناها الحياة الطويلة.. وهي نظام علاجي يعتمد
على تحديد الأغذية التي يرى أنها مفيدة للانسان، ويبعد الأغذية التي يرى أنها ضارة
وتسبب الأمراض للإنسان.
قلت: فمتى بدأ هذا
الفن من العلاج؟
قال: عندما بدأت
رياح التأثيرات الغربية تهب على اليابان، خاف بعض اليابانيين من أن يضيع تراثهم
الطبي والأخلاقي، فقام ساغان إيشيزوكا، وهو طبيب عسكري ياباني (1850 -1910م)
بدراسة التقاليد الصحية والغذائية، وبدأ بالتحرك نحو هدف أسماه شوكويوكاي، أي مجتمع
التداوي بالغذاء.
ثم تطورت هذه
النظرية، وانتشرت في أنحاء أخرى من العالم تحت اسم آخر هو