قال: لا تقل هذا..
ألم يقل رسول الله u:(الناس معادن كمعادن
الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)[1]
قلت: صدقت.. لا
أحسبني إلا أسأت إليك.
قال: لا عليك.. قل
لي: ما بك حتى أرشدك إلى ما تأكل؟
قلت: أنا لم آت هنا
لآكل طعاما.. بل جئت لأسألك عن العلاج بالغذاء.. فأنا أبحث عن الغذاء الذي جعل
الله فيه الشفاء من العلل.
قال: فعلى الخبير
سقطت، تعال لننتح جانبا، فلن يتركني هؤلاء المرضى لحظة دون تلبية طلباتهم.
قلت: هل تؤمن أنت
وقومك بجدوى العلاج بالغذاء؟
قال: هم عموما لا
يؤمنون.. ولكني، وبعد معاينتي لمعجزات العلاج بالغذاء، شذذت عنهم.. ولست وحدي في
ذلك، بل معي ثلة صالحة ذهبت إلى ما ذهبت إليه.
قلت: فما الذي شذ
بكم عن قومكم؟
قال: الأمراض
الدوائية..
قلت: الأمراض
الدوائية!؟.. ما الأمراض الدوائية!؟
قال: هي الأمراض
التي تسببها الأدوية.. وقد فتحنا لهذا النوع من الأمراض قسما خاص أطلقنا عليه
الأمراض الدوائية، أو ما نطلق عليه بلغتنا iatrogenic وتفسيرها: التي يحدثها الطبيب.
وقد نشأ لمواجهة هذا
النوع من الأمراض جماعات طبية داعية إلى العودة إلى الطب الطبيعي على نمط الطب
الأبقراطي.