قلت: فهل ستعودون
إلى أبقراط وأساليب أبقراط في البحث عن خصائص الأدوية؟
قال: لا.. نحن نمزج
بين الأصالة والمعاصرة، فلذلك ندعوا إلى إعادة الفحص عن الخواص العلاجية للمواد
التي تعد غذائية بالأساليب المخبرية والتجارب الدقيقة بدلا من الاعتماد على المذاق
والرائحة والحدس والقياس.
قلت: هذا شيء جميل..
فكيف تتعاملون مع الأخلاط؟
قال: بدل تحاليل
الأخلاط نعمد إلى تحاليل الخلايا، كما هو منهج الطب الحديث.
قلت: فأنتم تجمعون
إذن بين خصائص الطب الحديث والقديم.
قال: أجل.. ولهذا
قدمت معي بهذا الفأر..
أخرج من جيبه فأرا
أبيض، وقال: انظر إليه.. ما أجمله.. إنه الجمال عينه!؟
قلت: فما حاجتك
إليه.. ألست في مطاعم الشفاء، والأغذية لا تحتاج لتجارب على الحيوانات!؟
قال: أحتاج إليه
كثيرا.
قلت: فيم؟
قال: قد ألقحه بمرض
من الأمراض، ثم أطعمه ما أشاء من الأغذية لأرى مدى عملها فيه.
قلت: ولكنه فأر..
وليس إنسانا.. فقد يتضرر بما لا يتضرر به الإنسان.. أو ينتفع بما لا ينتفع به.
قال: صدقت.. ولكني
مع ذلك لا أرى نفسي خبيرا إلا إذا حملته معي.
قلت: فهل أذن لك أهل
هذه المدائن في هذا؟
قال: لم أر في حياتي
أطيب من أهل هذه المدائن.. فالقاعدة عندهم هي البحث عن الشفاء بغض النظر عن أساليب
البحث عنه.