وقد
ورد فيها ما يرغب في الجزاء الذي أعد للتعامل المسالم مع الكائنات، وما يرهب في
نفس الوقت من التعامل معها كما يتعامل معها المصارعون:
فقد
جاء رجل إلى رسول الله a فقال:(
إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لأهلي ورد علي البعير لغيري فسقيته، فهل لي في ذلك
من أجر، فقال رسول الله a:(
في كل ذات كبد حرى أجر) [1]
وجاء
رجل آخر، فقال: يا رسول إن الضالة ترد على حوضي فهل لي فيها من أجر إن سقيتها؟
قال:( أسقها، فإن في كل ذات كبد حراء أجرا ً)[2]
وفي
حديث آخر قال رسول الله a:( بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه الحر، فوجد بئرا ًفنزل فيها فشرب،
ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من
العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء، ثم أمسكه بفيه حتى رقي،
فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفرله، قالوا:يا رسول الله إن لنا في البهائم أجرا ً؟
فقال: في كل كبد رطبة أجر)[3]
وأخبر
a أن الله تعالى
غفر لمومس مرت بكلب يلهث كاد يقتله العطش، فنزعت خفها، فأوثقته بخمارها، فنزعت له
من الماء فغفر لها بذلك[4].