وبذلك
تكون الأرض مجرد نموذج للأحياء.. وأنواع
الأحياء.. وفي ذلك إشارة بديعة إلى أن هذا الكون العريض الذي لا نعرف له حدودا
مملوء هو الآخر بأصناف الحياة والأحياء، قال النورسي:( إن الكرة الارضية وهي واحدة
من الأجرام السماوية، على كثافتها وضآلة حجمها، قد أصبحت موطناً لما لا يحد من
الأحياء وذوي المشاعر، حتى لقد أصبحت أقذر وأخسّ الأماكن فيها منابع ومواطن لكثير
من الأحياء، ومحشراً ومعرضاً للكائنات الدقيقة. فالضرورة والبداهة والحدس الصادق
واليقين القاطع جميعاً تدل وتشهد بل تعلن أنّ: هذا الفضاء الواسع والسموات ذات
البروج والأنجم والكواكب كلها مليئة بالأحياء وبذوي الادراك والشعور. ويطلق القرآن
الكريم والشريعة الغرّاء على اولئك الأحياء الشاعرين والذين خُلقوا من النور
والنار ومن الضوء والظلام والهواء ومن الصوت والرائحة ومن الكلمات والأثير وحتى من
الكهرباء وسائر السيالات اللطيفة الاخرى بأنهم: ملائكة.. وجان.. وروحانيات.. ولكن
كما أن الاجسام أجناس مختلفة كذلك الملائكة؛ اذ ليس المَلَك الموكّل على قطرة
المطر من جنس المَلَك الموكّل على الشمس. وكذلك الجن والروحانيات مختلف الأجناس
الكثيرة)[1]
تنوع الألوان:
كما
نبه القرآن الكريم إلى تنوع أجناس الكائنات الحية تحدث عن اختلاف
[1] انظر:
الكلمة التاسعة والعشرون، وهي تخص بقاء الروح والملائكة والحشر.