قال
الشيخ عبد السلام بن مشيش مخاطباً مريده الشيخ أبا الحسن الشاذلي في وصية له:( حدد
بصر الإيمان تجد الله تعالى في كل شيء، وعند كل شئ، وقبل كل شئ، وبعد كل شئ، وفوق
كل شئ، وتحت كل شيء، قريباً من كل شئ، ومحيطاً بكل شئ، بقرب هو وصفه، وبحيطة هي
نعته، وعد عن الظرفية والحدود، وعن الأماكن والجهات، وعن الصحبة والقرب في
المسافات، وعن الدور بالمخلوقات، وامحق الكل بوصفه الأول والآخر والظاهر والباطن،
وهو هو.. كان الله ولا شئ معه، وهو الآن على ما عليه كان)
وتشبيهنا
القراءة الأسمائية للكون بالجدول الدوري للعناصر تشبيه من حيث الأسس التي يقوم
عليها كليهما، فالكون من حيث تركيبه يتركب من تلك العناصر، ومن حيث أسسه يقوم على
تلك الأسماء.
أما
من حيث الكم والمحدودية، فالفرق كبير بينهما، فعناصر الكون المادية محدودة، ولكن
حقائق الأسماء الحسنى المستندة للمكونات غير محدودة، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى:﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ
يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (لقمان:27) فلو أن جميع أشجار الأرض جعلت
أقلاماً، وجعل البحر مداداً وأمد بسبعة أبحر معه، فكتبت بها كلمات اللّه الدالة
على عظمته وصفاته وجلاله، لتكسرت الأقلام ونفذ ماء البحر، ولو جاء أمثالها مدداً.
ولم
تذكر السبعة من باب الحصر، وكيف يحصر ما لا نهاية له، بل ذكرت