لربي
عزَّ وجلَّ، ثم يفتح اللّه علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه
على أحد قبلي، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه، واشفه تشفع، فأرفع رأسي، فأقول:
أمتي يا رب، أمتي يا رب، أمتي يا رب؟ فيقال: يا محمد، أدخل من أمتك من لا حساب عليه
من الباب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم
قال: والذي نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر،
أو كما بين مكة وبصرى)[1]
ففي
هذا الحديث إشارات جليلة إلى القراءات المختلفة لأفعال الله، فبينما اقتصر نظر
الأنبياء عليهم السلام ـ مع جلالتهم ـ في ذلك الحين ومع تلك الأهوال على النظر إلى
غضب الله عرف رسول الله a أن
ذلك الغضب يحمل معاني الرحمة الأزلية، فقرأ رحمة الله من خلال مظاهر الغضب، كما
نقرأ رحمة الله بالغيث مع دوي الرعد.
وفي
قوله a:( ثم يفتح اللّه علي
ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه ما لم يفتحه على أحد قبلي) دليل على عدم
انحصار المعارف الإلهية.
وقد كانت هذه المعارف هي الحادي الذي حدا بيعقوب u إلى الطمأنينة لأمر الله،
قال تعالى في حكاية ما كان يقوله لهم قبل رجوع يوسف u:﴿ أَلَمْ أَقُلْ
لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ (يوسف: 96)
ويروي
المفسرون عن حنة امرأة عمران، أنها كانت امرأة لا تحمل، فرأت