فيعيّن
الحدود وفقه بعلمٍ وبحكمة، لذا تحكُم معاني العلم والحكمة وراءَ التنظيم والتحديد.
ثم
إن تلك الاعضاء التي عُيّنت وفق العلم والحكمة أخذت صيغة الصنعة المتقنة والعناية
الدقيقة، لذا تحكمُ معاني الصنع والعناية وراء العلم والحكمة.
وقابلية
الحسن والزينة في الظهور يدل على أن الذي يحرك الصنعة والعناية هو إرادة التجميل
والتحسين وقصد التزيين، فهما إذن يحكمان من وراء الصنعة والعناية.
وعندما
يبدأ الفنان بإضفاء حالة التبسم لتمثاله، وشرع بمنح أوضاع حياتية لصورة الزهرة،
يكون قد بدأ بفعلَي التزيين والتنوير، ويحركهما معنيا اللطف والكرم.
وهكذا..
يحرك معاني الكرم واللطف، وما وراءهما معاني التودد والتعرف، أي تعريف نفسه
بمهارته وفنه، وتحبيبها الى الآخرين.
وهذا
التعريف والتحبيب آتيان من الميل إلى الرحمة وإرادة النعمة.
ومعاني
الترحم والتحنن هذه، لا يسوقهما الى الظهور لدى ذلك المستغنى عن الناس، غير ما في
ذاته من جمال معنوي وكمال معنوي يريدان الظهور، فأجمل ما في ذلك الجمال، وهو
المحبة، وألذ ما فيه وهو الرحمة، كل منها يريد إراءة نفسه بمرآة الصنعة، ويريد
رؤية نفسه بعيون المشتاقين.
فالجمال
والكمال محبوب لذاته، ( يحب نفسه أكثر من أي شئ آخر، حيث