responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242

قد يقال ـ هنا ـ فما الميزة التي يستحقها العارف دون العامي، وكلاهما يقرأ الكون، وكلاهما يفهم منه دلالته على الله.

وما الميزة التي يتميز بها العارف، والمتكلم يقرأمن صفحات الكون ما لا يقرؤه العارف، وعالم الطبيعة يعرف من معارف الكون ما لا يطلع عليه العارف.

وللجواب على ذلك نذكر ما تتميز به المعرفة عن العلم، فالعلم اكتشاف قد يدفع إليه الفضول، والمعرفة معايشة يدفع إليها الشوق والاحتراق.

ولهذا تختلف نظرة العارف عن العالم للأشياء، كما اختلفت نظرة يعقوب u وأبنائه حول قميص يوسف.

فأبناء يعقوب u لم يروا في قميص يوسف سوى خيوط متجمعة لا تختلف عن أي خيوط، بينما رأي يعقوب u ـ المكتوي بنار العشق ـ في تلك الخيوط ابنه يوسف u، بل إنه شم رائحته من بعيد، قال تعالى يحكي هذه المواقف المتناقضة نحو الشيء الواحد حاكيا قول يوسف u:﴿ {اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95)﴾ (يوسف: 93 – 95)

وهذه الآيات الكريمة فيها إشارات جليلة ترتبط بذوق العارف، والتفريق بينه وبين ذوق العامي، فالقميص الذي يحمل رائحة يوسف u كالكون الذي يحمل ختم خالقه ومبدعه، والعمى الذي وجده إخوة يوسف u هو عمى العامي عن

نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست