العلوم
ما عددناها وما لم نعدها ليست أوائلها خارجة عن القرآن، فإن جميعها مغترفة من بحر
واحد من بحار معرفة الله تعالى، وهو بحر الأفعال)[1]
ثم
ذكر بعض النماذج عن ذلك بقوله:( فمن أفعال الله تعالى وهو بحر الأفعال مثلا الشفاء
والمرض، كما قال الله تعالى حكاية عن ابراهيم u تعالى:﴿
واذا مرضت فهو يشفين ﴾، وهذا الفعل الواحد لا يعرفه الا من
عرف الطب بكماله، اذ لا معنى للطب الا معرفة المرض بكماله وعلاماته ومعرفة الشفاء
وأسبابه) [2]
ومن
النماذج تقدير معرفة الشمس والقمر ومنازلهما بحسبان، والتي نص عليها قوله تعالى
منبها إلى النظر فيهما:﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾
(الأنعام:96) وكل ما يرتبط بالفلك إلا ( من عرف هيئات تركيب السموات والأرض، وهو
علم برأسه)
ومثل
ذلك تركيب الإنسان ( فلا يعرف كمال معنى قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي
خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ
﴾(الانفطار:6ـ 8) إلا من عرف تشريح الأعضاء من الانسان ظاهرا وباطنا وعددها
وأنواعها وحكمتها ومنافعها) [3]