ثم
انصت الى السماء كيف تنادي: يا جـليـل ذو الجمال!
وأعر
سمعك إلى الارض كيف تردد: يا جميل ذو الجلال.
وتصــنّت
للحـيوانات كيـف تقــول: يا رحمن يا رزاق.
واسأل
الربيع، فستسمع منـه: يا حـنان يا رحمـن يا رحـيم يا كريم يا لطيف يا عطوف يا
مصوّر يا منوّر يـا محـسن يا مزيّن.. وأمثالـها من الأسماء الكثيرة.
واسأل
إنساناً هو حقاً إنسان وشاهد كيف يقرأ جميع الاسماء الحسنى، فهي مكتوبةٌ على
جبهته، حتى اذا أنعمت النظر ستقرؤها أنت بنفسك.
وكأن
الكون كله موسيقى متناغمة الالحان لذكر عظيم. فامتزاج أصغر نغمة وأوطئها مع أعظم
نغمة وأعلاها ينتج لحناً لطيفاً مهيباً.. وقس على ذلك)[1]
وانطلاقا
من هذه النظرة العرفانية يقبل العارف بالله على التعرف على خلق الله، فيبحث في جل
العلوم والمعارف بنشوة عظيمة، وهو يرى ما سطر فيها من كلمات الله.
وهكذا
في الوقت الذي ينحجب فيه الغافل بالعلوم التي يطلقون عليها علوما مادية، يعرج من
خلالها العارف إلى بحار معرفة الله، لتصبح في نظره علوم الروح والقلب والسر.
قال
الغزالي عند بيانه لانشعاب العلوم المادية من القرآن الكريم:( ثم هذه