فكتاب
الله الذي يسمونه صامتا نطق عند العارفين.. فصاحت كل ذرة تعرفهم بحقيقتها
وانتمائها..
يقول
الغزالي:( بل أرباب القلوب والمشاهدات قد أنطق الله تعالى في حقهم كل ذرة في
السموات والأرض بقدرته التي بها نطق كل شيء حتى سمعوا تقديسها وتسبـيحها لله تعالى
وشهادتها على نفسها بالعجز بلسان ذلق تتكلم بلا حرف ولا صوت لا يسمعه الذين هم عن
السمع معزولون)[1]
واستدرك
للذين لا يفهمون من العبارات إلا ظواهرها بقوله:( ولست أعني به السمع الظاهر الذي
لا يجاوز الأصوات، فإنّ الحمار شريك فيه، ولا قدر لما يشارك فيه البهائم، وإنما
أريد به سمعاً يدرك به كلام ليس بحرف ولا صوت ولا هو عربـي ولا عجمي) [2]
وقد
ذكر النورسي بعض ما يسمعه العارفون من هذه الأحاديث، فقال: إن كنت تريد أن تشاهد
تلك الحقائق الرفيعة عن قرب، فاذهب إلى بحرٍ هائج، وإلى أرضٍ مهتزة بالزلازل،
وأسألهما: ما تقولان؟ ستسمع حتماً أنهما يناديان: يا جليل.. يا جليل.. يا عزيز..
يا جبار..
ثم
اذهب إلى الفراخ والصغار من الحيوانات، التي تعيش في البحر أو على الارض، والتي
تُربى في منتهى الشفقة والرحمة، وأسألها: ما تقولين؟ لابد أنها