الأمور
من حيث إنها فعل الله تعالى وصنعه استفاد منه المعرفة بجلال الله تعالى وعظمته
واهتدى به، ومن نظر فيها قاصراً للنظر عليها من حيث تأثير بعضها في بعض لا من حيث
ارتباطها بمسبب الأسباب فقد شقي وارتد) [1]
وقد
ذكر النورسي الفرق بين الرؤيتين بتفريقه بين توحيدين:
توحيد
العامي الذي يقول:( لاشريك له، ليست هذه الكائنات لغيره)، وهذا يكون عرضة لتداخل
الغفلات، بل الضلالات في أفكار صاحبه.
وتوحيد
حقيقي، هو توحيد العارف الذي يقول:( هو الله وحدَه له الملك، وله الكون، له كل شئ)
فيرى سكتّه على كل شئ، ويقرأ خاتمه على كل شئ، فيثبته له اثباتاً حضورياً.
ومثل
هذه التوحيد، ومثل هذه الرؤية لايمكن تداخل الضلالة والاوهام فيها أبدا[2].
ولتقريب
الصورة للأذهان نذكر هذا المثال الذي أبدع فيه بديع الزمان أيما إبداع فقد ذكر أن
حاكما عظيما ذا تقوى وصلاح وذا مهارة وإبداع أراد أن يكتب القرآن الحكيم كتابة
تليق بقدسية معانيه الجليلة، فأراد أن يُلبِس القرآن الكريم ما يناسب إعجازه
السامي من ثوب قشيب خارق مثله.
فبدأ
بكتابة القرآن الكريم كتابة عجيبة جداً مستعملاً جميع أنواع الجواهر