responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49

المخلوق من الوعي ما يستطيع أن يتلقى به وحي الله الذي يوجه أفعاله[1].

وقد كشف العلم الحديث عن بعض أسرار الوحي الذي تتلقاه أمة النحل، ولا بأس من استعراض الناحيتين اللتين أشارت إليهما الآيتين، واعتبرتهما ثمرة وحي الله تعالى، وهما: بيوت النحل، والطرق ـ أو سبل الله كما يسميها القرآن الكريم ـ التي يسلكها النحل مهتديا بالوحي الإلهي[2]:

فأول ما يشير إلى اعتماد النحل على الوحي الإلهي هو بناء أقراص الشمع على هيئة خلايا سداسية تستعمل كمستودعات لاختزان العسل، وقد أشار كثير من علماء المسلمين إلى الحكمة من اختيار ذلك الشكل، يقول ابن العربي:( ومن عجيب ما خلق الله في النحل أن ألهمها لاتخاذ بيوتها مسدسة، فبذلك اتصلت حتى صارت كالقطعة الواحدة، وذلك أن الأشكال من المثلث إلى المعشر إذا جمع كل واحد منها إلى أمثاله لم يتصل وجاءت بينهما فرج، إلا الشكل المسدس؛ فإنه إذا جمع إلى أمثاله اتصل كأنه كالقطعة الواحدة)[3]

ويؤيد العلم الحديث هذا، فقد نص على أنه يكفي أن نتعرف على عظمة هذا الإعجاز الهندسي من علماء الرياضيات الذين يقولون بأن النحل يصنع خلاياه


[1] وتعبير ( الوحي) هو التعبير الدال على حقيقة ما يبديه الكون من عجائب لا يستطيع عقله الصغير أن يقوم بها بمعزل عن إلهام وتوجيه الله تعالى، ولذلك يعبر القرآن الكريم عن ما يحصل في الأرض عند القيامة بقوله تعالى:﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾( الزلزلة:4 ـ5)

[2] المعلومات الحديثة مقتبسة من كتاب ( رحيق العلم والإيمان) للدكتور أحمد فؤاد باشا.

[3] القرطبي: 10/134.

نام کتاب : أكوان الله نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست