بهذا
الشكل لأنه يسمح لها باحتواء أكبر عدد ممكن من أعضاء المملكة، وبأقل قدرة ممكن من
الشمع الغالي اللازم لبناء جدرانها، وهي عملية عبقرية تبلغ درجة من الكمال تفوق كل
عبقريات البشر مجتمعين.
و
ينص علماء الحشرات على أن شغالات النحل تبذل جهداً خارقاً للحفاظ على العسل، فهي
تنظف الخلية بمهارة فائقة وتسدّ كل الشقوق وتلمع كل الحوائط بغراء النحل، وهي لا
تقنع بتهوية الخلية بل تحافظ على ثبات درجة الحرارة فيها عند مستوى ثابت وتقوم
بعملية تكييف للهواء داخل الخلية.
ففي
أيام الصيف القائظ يمكن للمرء أن يرى طوابير الشغالات وقد وقفن بباب الخلية واتجهن
جميعاً إلى ناحية واحدة ثم قمن بتحريك أجنحتهن بقوة. وهذه الشغالات يطلق عليها اسم
(المروحة) لأن عملها يؤدي إلى إدخال تيارات قوية من الهواء البارد إلى الخلية.
ومن
ناحية أخرى توجد في داخل الخلية مجموعة أخرى من الشغالات منهمكة في طرد الهواء
الساخن إلى خارج الخلية. أما في الأجواء الباردة فإن النحل يتجمع فوق الأقراص لكي
تقلل ما يتعرض من سطحها للجو، وتزيد حركة التمثيل الغذائي ببدنها، وتكون النتيجة
رفع درجة الحرارة داخل الخلية بالقدرة اللازمة لحماية العسل من الفساد.
أما
الناحية الثانية التي أشار إليها القرآن الكريم فهي الطرق التي يسلكها النحل ليجمع
رحيق الأزهار، وقد نص علماؤنا القدامى على بعض وجوه الوحي