الذي
يتلقاه النحل لتحقيق ذلك، قال ابن كثير:( ثم أذن لها تعالى إذنا قدريا تسخيريا أن
تأكل من كل الثمرات وأن تسلك الطرق التي جعلها الله تعالى مذللة لها أي مسهلة
عليها حيث شاءت من هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة والأودية والجبال الشاهقة ثم
تعود كل واحدة منها إلى بيتها لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة بل إلى بيتها ومالها فيه
من فراخ وعسل)[1]
والعلم
الحديث يؤيد هذا بالشواهد الكثيرة التي تحيل أن يفعل النحل ذلك بعقله الفطري
البسيط، بل يحتاج إلى الوحي الإلهي الذي نص عليه القرآن الكريم.
فالدراسات
العلمية المستفيضة لمملكة النحل تنص على أن إلهام الله تعالى
لها يجعلها تطير لارتشاف رحيق الأزهار، فتبتعد عن خليتها آلاف الأمتار، ثم ترجع
إليها ثانية دون أن تخطئها وتدخل خلية أخرى غيرها، علما بأن الخلايا في المناحل
تكون متشابهة ومرصوصة بعضها إلى جوار بعض، وذلك لأن الله تعالى قد
ذلل الطريق وسهلها لها ومنحها من قدرات التكيف الوظيفي والسلوكي ما يعينها في
رحلات استكشاف الغذاء وجنية ثم العودة بعد ذلك إلى البيت.
و
قد نص العلم الحديث على أن العشيرة الواحدة من النحل تستطيع أن تجمع نحو 150
كيلوجراما من العسل في الموسم الواحد. والكيلوجرام الواحد من العسل يكلف النحلة ما
بين 120000 و150 ألف حمل ٍ من الرحيق تجمعها بعد أن تطير مسافة تعادل محيط الأرض
عدة مرات في المتوسط. وتستطيع النحلة