وأغرب
ما اكتشفه العلم الحديث في عالم الحشرات هو أن للنحل لغة خاصة يتفاهم بها عن طريق
الرقص، وقد شرحها بالتفصيل عالم ألماني ضمنها كتابه المسمى ( حياة النحل الراقص)،
فقد تبين لهذا العالم أن للنحلة الشغالة في جسمها من الأجهزة ما يجعلها تستطيع
قياس المسافات والأبعاد والزوايا بين قرص الشمس والخلية، ثم إنها تستخدم لغة سرية
في التخاطب عن طريق رقصات خاصة معبرة تنبئ بها أخواتها عن وجود الرحيق الحلو وتحدد
لهن موضعه تحديدا دقيقاً من حيث زاوية الاتجاه إليه وبعده عن بيتها.
وليس
الأمر في هذا قاصرا على عالم النحل.. بل ذكر العلماء في هذا الباب الكثير من
الحقائق التي تعمق فهمنا للآيتين الكريمتين[1]، فقد ذكروا أن للحيوانات أساليب مختلفة في طريقة إنشاء بيوتها
بتفاصيل تقنية باهرة، بل في أحيان كثيرة تتصرف الحيوانات مثل مهندس معماري بارع،
وتعمل على شاكلة بنّاء ماهر في عمله، وتجد حلاّ لكل مشكلة قد تواجهها أثناء البناء
تماما مثل المهندس، ومثل أخصائي في الديكور حيث تقوم بتوفير ما يلزم لداخل العش،
وفي أحيان كثيرة أخرى تعمل هذه الحيوانات ليل نهار للإعداد لهذه الأعشاش، وإذا كان
لهذه الحيوانات أزواج فتقوم بتوزيع الادوار و التعاون في صورة مثيرة للإعجاب.
ومن
أكثر الأعشاش والمنازل التي يعتنى بها عناية خاصة من قبل البالغين هي التي تنشأ
لاستقبال الصغار الجدد.
[1] انظر: كتاب
التضحية عند الكائنات الحية، هارون يحي.