والتقنية
التي تستخدمها هذه الكائنات ـ التي تبدو لنا غير عاقلة ـ تثير الإعجاب والدهشة في
آن واحد، فهذه الحيوانات تخطط وتخطو مراحل متعددة قبل الشروع في بناء أعشاشها أو
منازلها لوضع بيضها أو ولادة صغارها، كذلك تختار المكان الأمثل والأكثر أمنا
لإنشائها، فهي لا تنشئ منازلها عبثا و أينما اتفق.
وطريقة
بناء العش أو المسكن يتم اختيارها من قبل الحيوان أو الطير وفقا للمواد الأولية
المتوفرة وظروف البيئة الخارجية، فمثلا تستخدم الطيور البحرية الأعشاب البحرية
التي تطفوا على سطح الماء وتقاوم الأمواج في بناء أعشاشها، أمّا الطيور التي تعيش
في مناطق الأعشاب الطويلة فتنشئ أعشاشا عميقة وواسعة لتفادي السقوط عند هبوب
الرياح، والطيور الصّحراوية تبني أعشاشها على قمم النباتات التي تمتاز بانخفاض
درجة حرارتها أقل بعشر درجات عن درجة المحيط، وإلاّ فإنّ درجة حرارة اليابسة تربو
على 45 درجة، وهي تؤدي حتما إلى موت الأجنة الموجودة داخل البيض.
ويتطلب
اختيار المكان المناسب لبناء العش ذكاء ومعرفة واسعة، إلاّ أن هذه المخلوقات لا
تستطيع أن تتوقع مدى الضرر الذي سيلحق بمنازلها بتأثير الأمواج العاتية أو درجة
الحرارة العالية للبيئة الصحراوية.
ولا
تكتفي هذه الحيوانات ببناء المنازل، وإنمّا تبني أعشاشا وهمية لمجرد التمويه بهدف
لفت الانتباه إلى هذه الأعشاش الوهمية حفاظا على حياة الصغار من خطر الأعداء.