الحشرات
أو غيرها وليس دفاعا عن الصّغار فحسب بل عن الكبار أيضا.
بعد
هذا.. قد نرى في سلوك بعض الحيوانات ما نتصوره ظلما لا ينسجم مع ما تتطلبه
الأخلاق.. وذلك صحيح.. وقد أخبرت النصوص أن مثل هذه الحيوانات تعاقب على تصرفاتها
هذه، فقد جاء في الحديث عن أبي ذر قال: بينما نحن عند رسول اللّه a إذا انتطحت عنزان، فقال
رسول اللّه a:( أتدرون
فيم انطحتا؟) قالوا: لا ندري، قال:( لكن الله يدري وسيقضي بينهما)[1]، وفي حديث آخر، قال a:( إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة)[2]
ونرى
انطلاقا من هذا الحديث أن الحيوانات محاسبة على سلوكها عموما.. وهي مثل الناس في
ذلك، وإلى ذلك يشير قوله تعالى:﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾
(التكوير:5)، بل هو ما ينص عليه قوله تعالى:﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ
يُحْشَرُونَ ﴾ (الأنعام: 38)، وهي تتناسب مع قوله تعالى عن
الإنسان:﴿ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُم ﴾ (الأنعام: 108)
وبما
أن التكليف يقتضي المجازاة، فإن هذه الحيوانات ستجازى على أعمالها..
وقد
ذكر العلماء هذا، ولكنهم أطبقوا ـ للأسف ـ على اعتبار جزاء هذه الحيوانات هو
صيرورتها ترابا.