يسوق
بقرة له، قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة، فقالت:( إني لم أخلق لهذا، ولكني إنما
خلقت للحرث)[1]
وهذا
الحديث لا يعني فقط جانبه الإعجازي، ولعله a لم يقصده بادئ الرأي، وإنما فيه الإشارة إلى أن لكل مخلوق الحدود
الضابطة لوظيفته وتسخيره، وأن هذا الحيوان الذي نتصوره أعجم له من الوعي ما يدرك
به حقيقته ووظيفته.
ولعل
الثور الهائج الذي يمتطيه مدعي الفروسية، والناس من حوله يضحكون ويصفقون يصيح بملء
فيه بما صاحت هذه البقرة، ولكن صياحه لا تسمعه إلا آذان الروح.
وقد
أخبر a عن بعض طاقات هذه الحيوانات
ووعيها، ومنها أنها ترى ما لا يراه الإنسان، فترى الملائكة والشياطين، وتنفعل
لمرآهما، قال a:( إذا
سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار،
فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطانا)[2]
وقد
يتصور البعض أن ما ذكره a عن
الحمار من قدرته على رؤية الشيطان ذم له وعيب فيه، وهو فهم غير صحيح.
بل
إن رسول الله a أخبر عن
طاقة من طاقات الحمار التي ننتفع بها، وهي قدرته على رؤية عالم الشر، ورؤية الشر
ليست شرا، بل إن العلم بالشر هو الواقي