المعارف
البشرية على الكون جميعا، وما دروا أن للعرض عقله وكيانه وتميزه كما للجوهر عقله
وكيانه وتميزه.
وقد
أخبر رسول الله a أن للموت
الذي هو عرض من الأعراض صورة تظهر يوم القيامة على هيئة كبش يذبح بين الجنة والنار[1].
ولذلك
فإن هذه الأمور تؤخذ تعقلا وتذوقا، لا تخيلا وتصورا، فحس الإنسان لا يدرك إلا ما
هو في دائرته المحدودة، وهي من المحدودية بحيث لا يصح الاعتماد عليها في تصوير ما
غاب عن الحس.
ومن
ذلك ما عبر به a عن ظاهرة
الكسوف التي نكتفي بتفسيرنا المادي لها، فإنه a يخبر بأن لها تفسيرا روحيا نص عليه بقوله a:( إن الشمس والقمر خلقان من خلق الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد
ولا لحياته ولكن الله عز وجل إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له)[2]
فمعرفتنا
بالمواقيت الدقيقة المحددة للكسوف، ومعرفتنا بالأسباب الظاهرة لحصوله لا تنفي هذا،
فقد يكون للشيء الواحد الأسباب الكثيرة، فلا ينبغي أن ننكر ما نجهل من الأسباب،
ولا ينبغي أن نكون من ضيق الأفق، وقصور الهمة
[1] نص
الحديث:( إذا أدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار يجاء بالموت كأنه كبش أملح
فيوقف بين الجنة والنار فيقال: يا أهل الجنة! هل تعرفون هذا؟ فيشرئبون فينظرون
ويقولون: نعم هذا الموت وكلهم قد رآه، فيؤمر به فيذبح، ويقال: يا أهل الجنة خلود
ولا موت ويا أهل النار! خلود ولا موت) رواه البخاري ومسلم.