ومن
هذا الباب ما روي في الحديث أن رسول الله a قال:(صوت الديك صلاته، وضربه
بجناحيه سجوده وركوعه) ثم تلا هذه الآية:﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ ﴾ (الاسراء: 44)[1]
وعن
ابن عباس قال: ينادي مناد من السماء، اذكروا الله يذكركم، فلا يسمعها أول من
الديك، فيصيح فذلك تسبيحه[2].
ومنه
ما روي عن سهل بن عبدالله أنه سئل:( أيسجد القلب) قال:( نعم سجدة لا يرفع رأسه
منها أبدا)
ومنه
ما روي أن أهل الجنة في الجنة يلهمون التسبيح كما يلهمون النفس في الدنيا[3].
وعلى
هذا ينبغي أن تفسر الآيات والأحاديث لترفع كل وهم أو إشكال أو شبهة قد يزرعها
المغرضون.
ومع
ذلك حاول بعض الناس أن يدخل بعقله إلى هذا الميدان، فذكر بعضهم هيئة سجود النبات
والشجر، فذكر أن سجودها هو تفيؤ ظلالها، وهو ما لا دليل عليه، فللنبات سجوده كما
للظلال سجودها.
ومع
ذلك، فإن هؤلاء الذين تكلفوا هذا مقرين بالسجود متكلفين لهيئته خير من الذين راحوا
يؤولون السجود، فيحولونه إلى سجود مجازي لا حقيقة له.