على
كونه حياً وحينئذ يفسد علينا باب العلم بكونه حياً وذلك كفر، فإنه يقال: إذا جاز
في الجمادات أن تكون عالمة بذات الله تعالى وصفاته وتسبحه مع أنها ليست بأحياء
فحينئذ لا يلزم من كون الشيء عالماً قادراً متكلماً كونه حياً فلم يلزم من كونه
تعالى عالماً قادراً كونه حياً وذلك جهل وكفر، لأن من المعلوم بالضرورة أن من ليس
بحي لم يكن عالماً قادراً متكلماً)
وهذا
الاستدلال يبين الخطأ الذي وقع فيه المنهج الكلامي في استدلالاته على صفات الله تعالى،
فهو هنا يبني صفة الحياة التي تدل عليها ملايين الأدلة على دليل واحد، تنهد صفة
حياة الله بانهداده.
بالإضافة
إلى ذلك، فإن الرازي يستعمل هنا أسلوب الفقهاء في سد الذرائع، وهو منهج لا يصح
استعماله في الاستدلالات العقلية، فالعقل لا ينبغي أن يسد في وجهه أي باب، مهما
كانت الذريعة المؤدية إليه، إلا إذا كانت تؤديه إلى معارف لا يطيقها، أو ليست لديه
أدوات تحصيلها.
وقد
أجاب الرازي على ما أوردناه من أدلة على تسبيح الكائنات بوجوه يقتضي المنهج العلمي
إيرادها، وإن كنا نتجنب الجدل ما أمكن في هذه الرسائل:
أما
الوجه الأول، فقد عبر عنه بقوله:( إذا أخذت تفاحة واحدة فتلك التفاحة مركبة من عدد
كثر من الأجزاء التي لا تتجزأ، وكل واحد من تلك الأجزاء دليل تام مستقل على وجود
الإله، ولكل واحد من تلك الأجزاء التي لا تتجزأ حفاة مخصوصة من الطبع والطعم
واللون والرائحة والحيز والجهة، واختصاص ذلك