بموضوع
الآية جميعا[1]، وهو الإخبار عن تسبيح كل شيء في الوقت الذي يغفل فيه الإنسان.
والعتاب
على الغفلة يتناسب مع الحلم والمغفرة.
وهذا
يتناسب مع ما روي في الآثار من العتاب على الغفلة في الوقت الذي تسبح فيه
الموجودات، كما ورد في الأثر:(الدابة
والثوب يسبح، وأنت غافل)
وفي
أثر آخر:( أما يستحي أحدكم أن تكون دابته أو ثوبه أكثر تسبيحا منه)
وفي
أثر آخر:( ما ارتفعت الشمس قيد رمح إلى السماء فبقي لله شيء من خلقه إلا سبح لله
إلا الشيطان وأعتى بني آدم)
ومن
هذا الباب ما روي في الآثار عن داود u أنه قال:( يا رب اغفر لي
فمن أكثر لذكرك مني) فقام على صخرة إلى جنب نهر حتى أصبح، فناداه ضفدع:( يا داود
تمن على الله تعالى، وأنا ضفدع أسبح الله الليل مع النهار من خشيته، فنظر فإذا هي
قائمة على الماء، فقال:( رب اغفر لي، فإن نعمك علي أفضل من ذكرك)
وذهب
إلى نفس ما ذهب إليه الرازي المفسر الكبير ناصر مكارم الشيرازي، ولا بأس من إيراد
ما ذكر من أدلة هنا، كما ذكرنا أدلة الرازي رغبة في تجلية
[1] اعتبر
السيوطي هذه الفاصلة من الفواصل التي لا يظهر فيها ارتباطها بموضوع الآية بادي
الرأي، قال:( الختم بالحلم والمغفرة عقب تسابيح الأشياء غير ظاهر في بادى الرأي، وذكر
في حكمته أنه لما كانت الأشياء كلها تسبح ولا عصيان في حقها وأنتم تعصون ختم به
مراعاة للمقدر في الآية وهو العصيان، كما جاء في الحديث:( لولا بهائم رتع وشيوخ
ركع وأطفال رضع لصب عليكم العذاب صبا ولرص رصا)، وقيل التقدير حليما عن تفريط
المسبحين غفورا لذنوبهم، وقيل حليما عن المخاطبين الذين لا يفقهون التسبيح
بأهمالهم النظر في الآيات والعبر ليعرفوا حقه بالتأمل فيما أودع في مخلوقاته مما
يوجب تنزيهه) الإتقان: 2/276، وانظر: البرهان: 1/92.