النطفة تقع في الرحم
أربعين ليلة، ثم يتصور عليها الملك الذى يخلقها، فيقول: يا رب أذكر أم أنثى؟
فيجعله الله ذكرا أو أنثى، ثم يقول: يا رب أسوى أم غير سوي؟ فيجعله الله سويا أو
غير سوى، ثم يقول: يا رب ما رزقه ما أجله ما خلقه ثم يجعله الله شقيا أو سعيدا)[1]
ومن هذا الباب ما أطلع
الله تعالى به رسوله من عالم الغيب مما ترتبط به
مصالح دينه وأمته، سواء تعلقت بالماضي أو تعلقت بالمستقبل:
أما ما تعلق منها
بالماضي، فمنه تلك الإخبارات الغيبية الواردة في القرآن الكريم، والتي لم يكن
ليعلمها رسول الله a لولا إعلام الله[2]، قال تعالى:﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ
هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (هود:49)، وقال تعالى:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ
نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ
يَمْكُرُونَ﴾ (يوسف:102)، وقال تعالى:﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ
لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ
لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ (آل عمران:44)
حتى أنه عندما أخبر
رسول الله a باستماع الجن للقرآن الكريم صدر ذلك بقول ( قل)، قال تعالى:﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ
فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً﴾ (الجـن:1)، وفي ذلك رد بليغ على من يتصورون أن بقدرتهم تجاوز عالم الشهادة بطقوس
ما أنزل الله بها من سلطان يدخلونها تحت اسم ( الرقية الشرعية)[3]