responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 123

فمع أن الأعمار بآجالها إلا أن رسول الله a أخبرنا بما يزاد فيه العمر المقدر، فقال a:( من سره أن يعظم الله رزقه، وأن يمد في أجله، فليصل رحمه)[1]

وقد يظن من لا يفرق بين أنواع المقادير بأن هذا معارض بقوله تعالى:﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ (لأعراف:34)، والآيات الكثيرة الواردة في ذلك كقوله تعالى:﴿ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ﴾ (آل عمران: 154)، وقوله تعالى:﴿ قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً﴾ (الأحزاب:16)، وقوله تعالى:﴿ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ﴾ (النساء: 78)، وقوله تعالى:﴿ الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَأُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (آل عمران:168) وقوله تعالى:﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَاباً مُؤَجَّلاً﴾ (آل عمران: 145)

ولكن التفريق بينها يبين موضع التقدير الأول والتقدير الثاني، فالأول، وهو التقدير الاحتمالي مما يحتمل النسخ، بخلاف التقدير الثاني الذي هو في أم الكتاب، والذي لا تغيير فيه ولا تبديل.

ولذلك أخرج القائلون بالتعارض الحديث عن ظاهره، فحملوه محامل مختلفة منها أن زيادة العمر تعني ما يبقى بعده من الثناء الجميل والذكر الحسن، والأجر المتكرر، فكأنه لم يمت.

وما ذكرنا من حمل الحديث على ظاهره هو ما فسره به ابن عباس عندما قيل له:( كيف يزاد في العمر والأجل؟)، فقال:( قال الله تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ﴾ (الأنعام:2)، فالأجل الأول أجل العبد من حين ولادته


[1] رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست