برحمتك فإني مذنب وتنفي عني الفقر فإني مسكين إلا كان حقا على الله أن لا يرد يديه خائبتين)[1]
ومنها ما نص عليه قوله a:( من قال حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة)[2]
قد يقال بعد هذا..
أليس الإيجاب يقتضي موجبا يأمر غيره وينهاه ويستفهمه؟
والله العلي الأعلى واحد لا شريك له، فكيف نقول بوجوب شيء عليه أو تحريمه، وكيف نلزمه، وهو الله العلي الأعلى الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون؟
أوليس ذلك جناية عظيمة في حق الألوهية، وتطاولا عظيما على الله؟
أوليس من الأدب أن نلزم قدرنا، فننزه الله عن هذا التشبيه الذي تتقزز منه العقول المؤمنة؟
وللجواب عن هذا نقول:
جل جناب الحق أن يأمره آمر، أو يوجب عليه موجب، فهو الحاكم وغيره المحكوم، وهو الرب وغيره العبد، وهو السائل وغيره المسول.
فمن زعم أنه يوجب على الله بعقله وهواه، فقد تصور نفسه ربا على ربه، وحكم هواه في إلهه.
وللأسف وجد من يقول بعض هذا، فحجروا على الله أن يفعل إلا ما ظنوا بعقلهم أنه الجائز له، وحرموا عليه بعقولهم ما رأوا حرمته.
وفي مقابل هؤلاء أيضا من غالوا في الرد عليهم إلى أن أداهم غلوهم إلى نفي القوانين
[1] رواه ابن السني وأبو الشيخ والديلمي وابن عساكر وابن النجار.
[2] رواه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي والحاكم.