ومن هذه الصيغ صيغة
(الوعد)، فوعد الله واجب التحقيق، كما قال تعالى:﴿ وَعْدَ اللَّهِ لا
يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:6)، وقال تعالى:﴿ أَلا
إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (يونس:55)
وأخبر تعالى عن مقالة
بعض أهل الكتاب عند إيمانهم:﴿ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ
وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾ (الاسراء:108) أي إن كان ما وعدنا اللّه على ألسنة رسله المتقدمة من
مجيء محمد عليه السلام لمفعولاً أي لكائناً لا محالة ولا بد
وحض تعالى على الصبر
انتظارا لوعد الله الذي لا يتخلف، قال تعالى:﴿ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾ (الروم:60)
وأخبر عن مقالة صالح u لقومه بعد وعد الله بإهلاكهم:﴿ فَعَقَرُوهَا فَقَالَ
تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾ (هود:65)
وأخبر تعالى عن مقالة
الشيطان في الآخرة مصدقا بوعد الله الذي كان يحض على تكذيبه:﴿وَقَالَ
الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا
أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ
مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا
أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (ابراهيم:22)
وأخبر تعالى عن اكتشاف
أهل النار بصدق وعد الله الذي كانوا يكذبون به، وبسبب تكذيبهم حل بهم ما حل من
العذاب، قال تعالى:﴿ وَنَادَى أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً
فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ
مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ