ومن هذه السنن أن
من لم ينصره الله لن ينصره أحد قال تعالى:﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ
يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى
السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا
يَغِيظُ﴾ (الحج:15)
وتبصر هذه السنة
يخلص المؤمن من ربقة العبودية لغير الله.
ومن هذه السنن أن
الله تعالى خلق عباده ليتعارفوا.. ويسيروا بهمة واحدة إلى الله، قال
تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ
اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات:13)
وتبصر هذه السنة
يخلص المؤمن من كل العصبيات الجاهلية التي تحول الحياة صراعا خلف زعامات لا أساس
لها.
ومن هذه السنن أن
من تتوجه همته لشيء ناله من أمور الدنيا أو من أمور الآخرة، قال تعالى:﴿
مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ
يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ﴾
(الشورى:20)
وهكذا تختزن كل آية
من القرآن الكريم سنة من سنن الله.. وقانونا من قوانينه.. والعاقل هو الذي يبحث في
هذه القوانين ويمزج بينها، ليستخلص منها حياة منتظمة موزونة بميزان الله..
وحينذاك لن يعيش
إلا السعادة.. قال تعالى:﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (النحل:97)
لكنه إن خالف السنن
أو اصطدم بها صدمته، ومن صدمته السنن غلبته، قال تعالى:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ
عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
أَعْمَى﴾ (طـه:124)