وإن كانت ما موصولة أي
( والله خلقكم، وخلق آلهتكم التي عملتموها بأيديكم)، فهي مخلوقة له لا آلهة شركاء
معه، فأخبر تعالى أنه خلق معمولهم، ولا يقال بأن المراد
مادته، لأن مادته غير معمولة لهم، وإنما يصير معمولا بعد عملهم.
ومن الأدلة على ذلك ـ
والتي قد تحتاج بعض التأمل ـ قوله تعالى
منبهاً على أنه مطلع على الضمائر والسرائر:﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ (الملك:13 ـ 14)، فـ ( من) تحتمل أن تدل للخالق تعالى، ويكون المعنى: ألا يعلم الخالق خلقه، ويحتمل أن تدل على المخلوق،
والمعنى حينئذ: ألا يعلم الله من خلق.
وفي كلا المعنيين لها
دلالة على خلق الله أفعال العباد، فذات الصدور التي أخبر الله تعالى بأنه عليم بها تدل على ما يشتمل عليه
الصدر من الاعتقادات والإرادات والحب والبغض.
ووجه الاستدلال هنا هو
أن الله أخبر على كلا التقديرين بأنه خلق ما في الصدور، كما هي على علمه سبحانه
به، فالآية على هذا تقول:( كيف يخفى عليه تعالى ما في الصدور، وهو