responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166

الذي خلقه)، فلو كان ذلك غير مخلوق له لبطل الإستدلال به على العلم، فخلقه تعالى للشيء من أعظم الأدلة على علمه به.

ومن الأدلة على ذلك أيضا قوله تعالى في ذكر بعض نعمه على عباده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم يأوون إليها:﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ﴾ (النحل:80)، فأخبر تعالى أن البيوت المصنوعة المستقرة والمتنقلة مجعولة له وهو الذي خلقها مع أنها لم تصر بيوتا إلا ببناء البشر.

ومثله في الدلالة قوله تعالى في الآية التالية لهذه الآية في ذكر نعم الظلال واللباس:﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ﴾ (النحل:81)، فأخبر تعالى أنه هو الذي جعل السرابيل وهي الدروع والثياب المصنوعة، مع أنها لا تسمى سرابيل إلا أن بعد تدخل البشر فيها بالصناعة.

ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى في ذكر بعض نعمه على خلقه:﴿ وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ (يّـس:41) فأخبر تعالى أنه خالق السفن مع أنها صناعة العباد.

ومثله في الدلالة قوله تعالى:﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ﴾ (الحاقة:11) أي حملنكم في السفن التي تتصورون أنها من صناعتكم.

فهذه الآيات وغيرها تشير إلى أن جميع ما نتصوره اختراعات أو صناعات أو تقدما مذهلا هو صناعة ربانية قبل أن تكون صناعة بشرية، ولذلك ورد في الآية التي تشير إلى الصناعات المتطورة من وسائل النقل بقوله تعالى:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ (النحل:8)

وكأن هذه الآية الكريمة تخاطب المستعبدين للمخترعات الحديثة بأن ما ترونه

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست