متصورة وما لا نهاية له
ولا طرف فلا يتصور عليه زيادة)[1]
وانطلاقا من هذا يبث
القرآن الكريم في روع المؤمنين الأوصاف الكثيرة الدالة على هذه السعة التي لا حدود
تنتهي إليها، ويجعل ذلك في كثير من الفواصل القرآنية لتكون برهانا على ما اشتملت
عليه الآية من أمر أو تدبير، ومن ذلك قوله تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ (لأنفال: 75) الذي ورد في فاصلة عشرين
موضعا في القرآن الكريم.
والقرآن الكريم يذكر
بعض تفاصيل هذه المعلومات، كشأنه من ذكر الحقائق مجملة ومفصلة، لأن الاقتصار على
التفصيل قد يفهم منه البليد الحصر والضيق والمحدودية، والاقتصار على المجمل لا
يكون له من التأثير النفسي ما يكون للتفصيل.
ولذلك انتقل الخليل u من بعض تفاصيل معلومات الله إلى مجامعها كما حكى ذلك عنه الله تعالى في قوله:﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا
يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ﴾ (ابراهيم:38)
ولا بأس أن نستعرض على
طريقة القرآن الكريم بعض التفاصيل التي قد تعمق مفهوم السعة المجمل، ونسوقها
باعتبارين:
الاعتبار الأول: هو
البرهنة على هذا بالنسبة لمن ينكرون علم الله بالتفاصيل أو يستبعدون ذلك.
والاعتبار الثاني: هو
تعميق هذه الحقيقة في النفس المؤمنة، لأن حقائق الإيمان، كسائر الحق لا تغرس
بذورها في النفس إلا بمثل هذه التفاصيل.
وانطلاقا من هذا، فإن
القرآن الكريم يخبرنا، ويبث في روعنا أن الله تعالى يعلم جميع التفاصيل التي بنيت على أساسها السموات والأرض، فلا يخفى
عليه شيء منها، قال تعالى:﴿