لا نهاية لمعلوماته ولا
حصر لها، قال تعالى على لسان نبيه شعيب u:﴿ وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ
شَيْءٍ عِلْماً ﴾ (لأعراف: 89)
وهذا كسائر صفات الله تعالى، فهي كلها من السعة ما يجعلها محيطة بكل
شيء، مهيمنة عليه، لا يغيب عنها شيء، تامة كاملة، ولذلك كان من أسماء الله تعالى التي نص عليها في القرآن الكريم اسم
الله ( الواسع)، وقد ورد في ثمانية مواضع في القرآن الكريم.
وهو اسم نرى اقترانه
الدائم في القرآن الكريم بالعلم ليدل على أن سعة علم الله مزدوجة مع سعة فضله
وتصريفه وقيوميته، قال تعالى:﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ
وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:115)
وقال عن هبة الملك:﴿ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة: 247)
وقال عن هبة المغفرة
والفضل:﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ (البقرة:268)
وهكذا في كل آي القرآن
الكريم، حتى في الآية التي ورد فيها اسم الواسع مضافا قرن بالعلم، قال تعالى:﴿ الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ
وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ
وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا
أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (لنجم:32)
فقد قرن تعالى في هذه الآية بين سعة مغفرته وبين علمه
بخلقه.
فلذلك لا نهاية لمعرفة
الله ولا حد لها، لأن (كل سعة وإن عظمت فتنتهي إلى طرف، والذي لا ينتهي إلى طرف،
فهو أحق باسم السعة، والله سبحانه وتعالى هو الواسع المطلق، لأن كل واسع بالإضافة
إلى ما هو أوسع منه ضيق وكل سعة تنتهي إلى طرف، فالزيادة عليه