إلى الرزق يـمنعه عن
العبودية، فلأجل دفع هذا التوهم، ولكي لا يُتخَذ ذريعة لترك العبادة تقول الآية
الكريـمة:﴿ وَمَا خَلَقْتُ الـجنَّ والإنْسَ اِلاّ لِيَعْبُدون ﴾،
وتـحصر الغاية من الـخلق في العبودية لله، وأن السعي الى الرزق - من حيث الامر
الإلـهي - عبودية لله ايضاً.
أما إحضار الرزق
لـمخلوقاتي ولأنفسكم وإهليكم وحتى رزق حيواناتكم فأنا الكفيل به، فأنتم لـم
تـخلقوا له، فكل ما يـخص الرزق والاطعام يـخصني أنا وأنا الرزاق ذو القوة
الـمتين.. فلا تـحتجوا بـهذا فتتركوا العبادة، فانا الذي ارسل رزق مَن يتعلق بكم
من عبادي)[1]
وهذا المعنى الجميل
الذي أشار إليه النورسي هو الذي يدل عليه ذكر هذا الاسم هنا، يقول النورسي:( ولو
لـم يكن هذا الـمعنى هو الـمراد، لكان من قبيل اعلام الـمعلوم، لأن رزق الله
سبحانه وتعالى واطعامه مـحال بديهي ومعلوم واضح، وهناك قاعدة مقررة في علم البلاغة
تفيد: إن كان معنى الكلام معلوماً وبديهياً، فلا يكون هذا الـمعنى مراداً، بل
الـمراد لازمهُ او تابع من توابعه)
ومن هذا الباب فإن في
ذكر اسمي ( ذو القوة المتين) اللذين يشتركان في الدلالة على القوة[2] تنبيها إلى جانب آخر قد يشغل الإنسان عن وظيفته التي ندب لها، وهو
الجانب الأمني، فلذلك نبهه الله تعالى أنه محمي بقوة الله ومتانته، فلا يضره شيء
إلا بإذنه.
وقد ورد في القرآن
الكريم الكثير من النصوص الدالة على تيسير الحياة على الأرض وتوفير ما يحتاجه
الإنسان من مرافق ليتفرغ للتكليف.
وهذا سر من أسرار تسخير
الأشياء للإنسان ليتناول منها باسم الله ما يحتاجه وجوده على هذه الأرض، وليكون
اختبارا من جهة أخرى، ولذلك يعرض القرآن الكريم أنواع