responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239

بين هذا وبين التصرف)

ونرى أن ما ذكره ابن القيم من اعتبار هذه الأغلال والسدود مجرد أمثلة غير صحيح، فالقرآن الكريم يفرق بين المثال والحقيقة، فيذكر في المثال لفظ المثال أو ما يدل عليه، بينما يذكر الحقيقة مطلقة، فقوله تعالى مثلا:﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ﴾ (البقرة:17) صريح في كونه مثلا، اما في هذه الآيات، فالله تعالى يقول:﴿ إِنَّا جَعَلْنَا ﴾، ويستبعد أن يقال بأن جعله المخبر به مجرد مثال[1].

ثم إن العقل بعد ذلك لا يمنع هذا، فقدرة الله تعالى التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء لا يستحيل عليها أن تضع هذه الأغلال والسدود التي يتألم لها الموضوعة عليه، ويصرف بها من غير ان تكون لنا القدرة على إدراكها، ويكون في وضعها عقوبة عاجلة له على ذنوبه.

وقد ورد في السيرة ما يشير إلى ظاهرية هذا النص، قال محمد بن إسحاق، عن محمد بن كعب قال، قال أبو جهل وهم جلوس: إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه كنتم ملوكاً فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن، وإنكم إن خالفتموه كان لكم منه ذبح ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم ناراً تعذبون بها، وخرج عليهم رسول اللّه a عند ذلك وفي يده حفنة من تراب، وقد أخذ اللّه تعالى على أعينهم دونه، فجعل يذرها على رؤوسهم ويقرأ أوائل سورة يس، وانطلق رسول اللّه a لحاجته وباتوا رصداء على بابه حتى خرج عليهم بعد ذلك خارج من الدار، فقال: ما لكم؟ قالوا:


[1] انظر الرد على أمثال هذه الأنواع من التأويلات في رسالة (أكوان الله)

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست