responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238

ولا حاجة بنا إلى ذكر ما سلف ذكره من أن هذه العقوبة النازلة بقلوبهم هي من صنع أيديهم، فالآيات السابقة واللاحقة تدل على ذلك، وإنما المراد هنا الصورة الحسية التي يضربها الله لحجب هؤلاء عن الإيمان بعد أن بلغوا قمة العتو والطغيان.

فالله تعالى يخبر بأنه جعل على هؤلاء المحتوم عليهم بالاستمرارية في الكفر الأغلال في أعناقهم بل يحدد مواضع هذه الأغلال، وهي كونها إلى أذقانهم، ثم يخبر عن وضع السدود من بين أيديهم ومن خلفهم، ثم عن وضع الغشاوة على عيونهم.

وهي إخبارات عن أمور وضعت حقيقة، ونرى أنه من التأويل البعيد الذي لا حاجة له تفسيرها بأمور معنوية، كما فسرها ابن القيم في الإجابة على إشكال طرحه، وهو أن ( الغل المانع من الإيمان هو الذي في القلب، فكيف ذكر الغل الذي في العنق؟)[1]

وقد أجاب على ذلك بقوله:( لما كان عادة الغل أن يوضع في العنق ناسب ذكر محله والمراد به القلب، فإن الغل إذا كان في العنق واليد مجموعة إليها منع اليد عن التصرف والبطش، فإذا كان عريضا قد ملأ العنق ووصل إلى الذقن منع الرأس من تصويبه وجعل صاحبه شاخص الرأس منتصبه لا يستطيع له حركة)

ثم عقب على ذلك بقوله:( فأخبر سبحانه عن الموانع التي منعهم بها من الإيمان عقوبة لهم، ومثلها بأحسن تمثيل وأبلغه، وذلك حال قوم قد وضعت الأغلال العريضة الواصلة إلى الأذقان في أعناقهم وضمت أيديهم إليها، وجعلوا بين السدين لا يستطيعون النفوذ من بينمها وأغشيت أبصارهم فهم لا يرون شيئا)

ثم قال:( وإذا تأملت حال الكافر الذي عرف الحق وتبين له ثم جحده وكفر به وعاداه أعظم معاداة وجدت هذا المثل مطابقا له أتم مطابقة، وأنه قد حيل بينه وبين الإيمان كما حيل


[1] شفاء العليل:94.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست