أي أن هؤلاء الجاحدين
أرادوا أن يتخلصوا من العبودية لله، والتي طولبوا بها، ليفرضوا على الله نوع
الأسئلة التي يريد طرحها عليهم.
ومع ذلك، فإن الله
برحمته، يجيبهم معللا سر كون النبي بشرا، فيقول:﴿ قُلْ لَوْ كَانَ فِي
الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ
السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (95)﴾ (الإسراء)
2 ـ أنوار الهداية:
قد يقال بعد هذا: نعم
إن حجب الغفلة حجب أسدلها المكلف على عينيه ليعمى عن رؤية الحقائق، وإن من نتصورهم
عصابات تقطع الطرق عن الله ليس لها من الأمر شيء، بل إن أمرها بيد المكلف الذي
يستطيع أن يبعدها عن نفسه بالقرب من الحق، فبقدر اقترابه من الحق يكون بعده عن
الباطل.
ولكن..
الطريق مظلم مشوك،
والجزاء خطير شديد، وأيام الدنيا معدودة محدودة، وأنوار الهداية كشمعة في وسط تلك
الظلمات الداكنة.. و.. و
فكيف السبيل لقطع تلك
المهامه؟
وهل يمكن لشمعة أن تضيئ
كل ظلمات الكون؟
وهل يمكن لناقة مهزولة
أن تقطع كل تلك الصحارى؟
الله جل جلاله:
والجواب عن هذا، هو أن
من عرف الله تعالى رأى كل ما في الكون أنوارا من أنوار الهداية، فكل شيء يدل على
الله، وكل شيء يعرف بالله، حتى ما نتصوره من حجب تحجب عن الله هي في حقيقتها أدلة
على الله وهادية إليه.
فإن من أسمائه تعالى
النور والظاهر والهادي، فهو النور الذي استمدت منه جميع