وفي تلك اللحظات
ستنزل عليهم جميع بركات الله التي حجبتها عنهم عصابات الغفلة، قال تعالى:﴿
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ
(66)﴾ (المائدة)[1]
أهل الله:
والله تعالى برحمته
وفضله لم يترك عباده هملا لتتحكم فيهم هذه العصابات، فلذلك أرسل لهم من يبلغونهم
كلماته، ويشرحونها لهم، ويسيرون في حياتهم وفق مراضي الله ليكونوا نماذج صالحة
للإجابة الصحيحة التي يريدها الله.
ولهذا يدعو الله
عباده لأن يشكروه على هذه النعمة، قال تعالى:﴿ كمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152)﴾
(البقرة)
وهؤلاء الرسل
اختزنوا كل معاني الرحمة والهداية.. وكان لهم من الكمال ما يمكنه أن يفيض على جميع
البشر، ويقضي على جميع العصابات، فالرسول a الذي
[1]يسيء كثير من المبشرين فهم مثل هذه النصوص،
فيتصورون بذلك أن القرآن الكريم الذي نص على تحريف كتبهم هو الذي دعاهم إلى الرجوع
إليها، وأنهم بذلك على الحق، وقد رددنا على هذه الشبهات بتفصيل في رسالتي (أنبياء
يبشرون بمحمد)، و(الكلمات المقدسة)