responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 277

فأي عدل فوق هذا؟

زيادة على ذلك، فإن الله تعالى الذي يعلم الأمورعلى ما هي عليه قد جعل للأشياء أسبابا تكون بها، فلذلك يدخل في علمه الأسباب ونتائجها.

فلذلك يخطئ من يقول:( إن كنت من أهل الجنة فأنا أدخلها بلا عمل صالح)، بل إن قوله متناقض باطل لأنه علم أنه لن يدخل الجنة إلا بعمله الصالح، فلو دخلها بلا عمل كان هذا مناقضا لما علمه الله وقدره.

أما الوهم الذي سبب هذه الأخطاء في الفهم، فهو سؤال ( كيف)، وهو سؤال لا يسأله العقل، فالعقل لا يسأل عما يخرج عن اختصاصه، وإنما هو سؤال يطرحه الخيال ليعرف حقيقة علم الله، فيحاول بمحدوديته أن يحد المطلق.

ولهذا يتنزه عن هذا السؤال من ذاقوا حلاوة الإيمان، وأدركوا بالبصيرة من نور المعرفة بالله ما وقاهم من شؤم التشبيه الذي يطرح مثل هذا السؤال.

أما الذي يجعل هذه الشبهة سببا في قعوده، فإن وهمه هذا هو الذي يكون سببا في دخوله جهنم، ولهذا قال a:( اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة، فسييسر لعمل أهل الشقاوة)[1]

والجمع بين فهم سر التوحيد مع سر العدل هو الذي يزيد المجتهد اجتهادا، بل يخلط اجتهاده بلذة عظيمة حين يعلم أن الله اختاره من بين الكثيرين من خلقه ليعبده وييسره لطريق أهل الجنة،ويقيه في نفس الوقت من الغرور الذي يجعله متعاظما بعمله متكبرا به.


[1] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : أسرار الأقدار نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست