أما الواقع في
براثن التشبيه فقد يستسلم لهذه الشبه والأوهام، وتكون سببا لقعوده عن كل عمل،
ويكون ذلك الوهم سرا من أسراره تيسيره لأعمال أهل الشقاوة، ولهذا سبق آيات سورة
الليل التي فسرها رسول الله a بقوله تعالى:﴿ إِنَّ
سَعْيَكُمْ لَشَتَّى﴾ (الليل:4)
غير المكلفين:
قد عرفنا أن أمر المكلف
بيده، فإن أحسن فلنفسه، وإن أساء فعليها، ولا حجة له بعد أن قامت عليه كل الحجج.
ولكن..
كيف يتحق العدل مع غير
المكلف؟
مع ذلك الصبي الذي مات
وهو يحمل بذور الخير والشر، والتي لم تسق بعد فتنبت.
أو مع ذلك الفلاح الذي
عاش في أقاصي الأرض منهمكا مع محراثه لا يعلم بإله، ولا يعرف نبيا.
أو مع ذلك المعتوه الذي
يرمى بالحجارة، ولو كان عاقلا لتبين معدنه، وتحقق خبثه أو طيبه.
إن قلنا بأنهم يدخلون
الجنة، فبأي عمل عملوه؟
وإن قلنا بأنهم يدخلون
النار، فبأي جناية جنوها؟
وإن قلنا: إن أمرهم
للمشيئة، أو لعلم الله فيهم، فلماذا لم يكن أمر الخلق جميعا للمشيئة، فلم تقم
محكمة القيامة، ولم يكن هناك حساب ولا كتب ولا موازين؟
وإن قلنا: إن أمرهم
للرحمة، فقد يقول البالغ: لماذا يارب لم تتوفني صبيا لتشملني رحمتك التي شملت
الصبي؟
ويقول العاقل: لم يارب
لم تذهب عقلي لأبصر من الرحمة ما يبصره المجنون؟