فإن أمنا وأدت أختا لنا
في الجاهلية لم تبلغ الحنث) فقال:( الموؤودة والوائدة في النار إلا أن تدرك
الوائدة الإسلام فتسلم)[1]
وهذا الحديث زيادة على
تناقضه مع عدالة الله المطلقة والتي قد تدرك بالعقل يتناقض مع القرآن الكريم الذي
نص على أن المؤودة تسأل عن أي ذنب قُتلت ليكون ذلك تهديداً لقاتلها، فإنه إذا سئل
المظلوم فما ظن الظالم، قال تعالى:﴿ وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ
بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ (التكوير:8 ـ 9)
زيادة على ذلك تصريح
النصوص الصحيحة بعكس ذلك، وأنها في الجنة، وقد يكون ذلك رحمة خاصة بها، ولذلك قرنت
بالشهيد في قوله a:( النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموءُدة
في الجنة)[2]
وفي حديث آخر:( قيل: يا
رسول اللّه مَن في الجنة؟)، فقال a:( الموؤودة في الجنة)[3]
فهذه الأحاديث تتعارض
مع الأحاديث السابقة، ويتجلى فيها نور الحديث الصحيح، وتتناسب مع عدالة الله تعالى
ورحمته:
أما عدالته، فإن الأذى
الشديد الذي تعرضت له يشبه الشهادة، فلذلك قرنها a في الحديث السابق بالشهيد.
أما رحمته، فبأن تدخل
الجنة من غير تعرضها للامتحان.
ومن الأدلة التي
استدلوا بها كذلك على دخول غير المكلفين النار، ما روي من احتجاج الجنة والنار،
وأن الله تعالى ينشئ للنار خلقا يسكنهم إياها.