ومما استدلوا به
كذلك قوله تعالى إخبارا عن نوح u أنه قال:﴿
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً
كَفَّاراً﴾ (نوح:27)
وهذا ـ كذلك ـ لا
حجة فيه لأنه إنما أراد به كفار أهل زمانه لا عموم الكفار، ثم إن قوله:﴿
فَاجِراً كَفَّاراً ﴾ حال مقدرة، أي من إذا عاش كان فاجرا كفارا، ولم يرد
أنهم حال طفولتهم يكونون فجرة كفرة.
* * *
ومما تنهد به
الجبال، ويرتبط بهذا، ما يشيعه بعضهم ويدافع عنه بكل صنوف الدفاع من كون أبوي رسول
الله a في النار.
ومن العجب أن الذي
يقول هذا، أو يحكم بهذا يقصره على أبوي رسول الله a دون سائر المشركين، وكأن التهمة الموجهة لأبوي رسول الله a، وهما من أهل الفترة، هي أنهما أبوا رسول الله a.
وما كان لنا أن
نجرؤ، فنتحدث عن هذا، لولا أن هؤلاء جعلوا من علامات السنة هذا الاعتقاد..
ومما استدل به
هؤلاء على هذا المعتقد الشنيع[1]، ما ورد في الحديث عن أبي هريرة مرفوعا: أن رسول
الله a قال:( استأذنت ربي أن استغفر لأمي، فلم يأذن لي،
واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي)[2]
[1] من المراجع التي رجعنا إليها في الرد على هذه
الشبهة الخطيرة رسالة مهمة بعنوان (إظهار الحق بوجوب الدفاع عن سيد الخلق)، لأبي
الفضل الفلســطيني.