وسنحاول ـ من باب
التعرف على عدل الله ـ أن نرى ما ورد في النصوص المقدسة من هذه الموازين:
وزن العمل:
فمن موازين الله
العادلة ميزان الأعمال، وهو ميزان مختص بوزن الأعمال التي يقوم بها الإنسان، فلكل
عمل عند الله تعالى وزنه الخاص، وقيمته الخاصة.
وإلى هذا الميزان
الإشارة بقوله a:( إن الله يستخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم
القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من
هذا شيئاً، أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فقال: لا يا رب
فيقول: بل إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فيخرج له بطاقة فيها أشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: أحضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه
البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم.. قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة
في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء)[1]
ففي هذا الحديث
إخبار من رسول الله a عن هذا النوع من الموازين، وفيه تركيز واضح على
العدل ونفي الظلم في هذا الميزان.. وفيه أنه لا يترك شيئا إلا ويزنه.. وفيه أن كل
عمل يوزن على حدة.. وفيه أن العمل بقيمته لا بحجمه.. وفيه تطمين عظيم لصاحب
العمل.. وفيه حضور صاحب العمل للجلسة التي يوزن فيها عمله بخلاف المتهم عندنا، فهو
يحرم من حضور جلسة القضاة التي يحكمون فيها عليه.