وكمثال مقرب لذلك
أن بعض المؤسسات تمنح عمالها امتيازات معينة، فإذا ما قصر العامل في واجباته
حاسبته على تلك الامتيازات، وربما طلبت منه تعويضا عنها.
وهذا ما يكون في
الآخرة.. وبهذا تفهم أسرار كثيرة من قسمة الله العادلة في الدنيا.. فالغني الذي
يتمتع بماله من غير قيام بالواجبات سيكون ذلك المال وبالا عليه في الآخرة، ولهذا
قد يود أنه لم يكن له.
ومثل ذلك الفقير..
فسيحاسب عن مدى صبره على ما قسمه الله له من الفاقة، فإن صبر كان له أجر الصابرين،
وإن سخط كان عليه وزر الساخطين.
وانطلاقا من هذا،
فإن الله تعالى بعدله يزن أعمال المؤمنين وغيرهم، سواء ما تعلق منها بالدين، أو ما
تعلق منها بالدنيا، لينال كل شخص ثوابه العادل منها، يستوي في ذلك الكافر والمؤمن.
فالعدل الإلهي
يجازي الكافر المحسن على إحسانه، كما يجازي المؤمن المسيء على إساءته.
فقد ورد في الحديث
أن الصحابة سألوا رسول الله a قائلين: يا رسول الله إن
فلانة تصوم النهار وتقوم الليل وتؤذي جيرانها، فقال: هي في النار، فقالوا: يا رسول
الله إن فلانة تصلي المكتوبة وتصدق بالاثوار من الاقط ولا تؤذي جيرانها، فقال: هي
في الجنة[1].