وهذه الأحاديث
وغيرها كانت سببا في ازدهار الحضارة الإسلامية.. فالحضارة الإسلامية لم يقمها
الساسة[1]، وإنما أقامها أفراد المجتمع الذين امتلأوا بمثل هذه
القيم.. فراحوا يقفون أموالهم كلها في سبيل الله مما نشط العلوم والصحة والنظام..
وقضى على الفقر والتخلف والمرض والجهل.
وزن العامل:
ومن الموازين التي
ورد ذكرها في النصوص، والتي تبين عظم العدل الإلهي (وزن العامل).. فالموازين
الإلهية لا تكتفي بوزن الأعمال، فقد تصدر مظاهر الخير من قلب مليء بالأمراض، أو قد
تصدر بعض الذنوب من القلوب الطيبة، فلذلك يوزن الإنسان نفسه بمقاييس العدالة
المطلقة.
ولذلك ورد في
الحديث قوله a:( يؤتى يوم القيامة بالرجل السمين فلا يزن عند اللّه
جناح بعوضة)[2]، ثم قرأ قوله تعالى:﴿ فَلا
نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً﴾ (الكهف: 105)
وبخلاف هذا السمين
الهزيل قال a في عبد الله بن مسعود عندما تعجب الصحابة من دقة
ساقيه:( أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد)[3]
ويفهم بسر هذا
الميزان ما ورد من النصوص في الذين يدخلون الجنة بغير حساب، ففي الحديث يقول رسول
الله a:( عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي
ومعه الرجل، والرجلان، والنبي ليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم،
[1] بل شوهوها، انظر في هذا رسالة (ثمار من شجرة
النبوة)