وقد ورد في النصوص الجمع بين الكتب المحصية
للأعمال والشهود، أو التهم والدلائل، حتى لا يؤاخذ العبد إلا بعد إقامة الحجة
الكاملة عليه، قال تعالى: ﴿ وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ
وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ﴾
(الزمر:69)
فالآية الكريمة ذكرت ثلاثة أركان للعدالة،
وهي الكتاب الحاوي للتهم، والشهود المثبتة لها، ثم القضاء بينهم بالحق حتى لا
يؤاخذ العبد إلا بمقدار جريمته.
والقرآن الكريم يخبرنا
عن أنواع الشهود حتى نأخذ حذرنا:
وأولهم الملائكة
الموكلون بإثبات أعمال العباد، كما قال تعالى:﴿ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ
مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ (قّ:21)، وقال تعالى:﴿ مَا يَلْفِظُ
مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ (قّ:18)، وقال
تعالى:﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)﴾ (الانفطار)
ومن الشهود الأنبياء،
كما قال تعالى حاكياً عن عيسى ـ عليه السلام ـ:﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ
شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ
عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المائدة: 117)
وقال في حق محمد a وأمته في هذه الآية: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيداً﴾ (البقرة:143)، وقال:﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً﴾ (النساء:41)
ومن الشهود كل ما
يرتبط بالإنسان أو يمر به أو يعرفه، ويدخل في هذا قوله a مخبرا عن الشرف العظيم، والمكانة السامية التي يحتلها الشهود
يوم القيامة:( أنا وأُمتي