يوم القيامة على
كوم مشرفين على الخلائق ما من الناس أحد إلا ودَّ أنه منا، وما من نبي كذبه قومه
إلا ونحن نشهد أنه قد بلغ رسالة ربه عزّ وجلّ)[1]
ويدخل في هذا الباب
قوله تعالى عن الأرض:﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾
(الزلزلة:4)، أي: تحدث بما عمل العاملون على ظهرها.
وقد ورد في الحديث:
قرأ رسول الله a هذه الآية:﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ
أَخْبَارَهَا﴾ (الزلزلة:4) قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم. قال: (فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عَمِل على ظهرها، أن تقول:
عمل كذا وكذا، يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها)[2]
وفي حديث آخر، قال
رسول الله a:( تحفظوا من الأرض، فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد
عامل عليها خيرًا أو شرًا، إلا وهي مُخبرة)[3]
الدفاع:
بعد كل هذا، فإن الله تعالى ـ بعدله ـ يتيح
كل الفرص للإنسان للدفاع عن نفسه، حتى أن له الحق في الطعن في الشهود أنفسهم، حتى
لو كانوا ذوي مكانة عالية، ففي الحديث يقول رسول الله a:( يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلَّغت؟ فيقول نعم، فيدعى قومه
فيقال لهم هل بلغكم؟ فيقولون ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح من
يشهد لك؟ فيقول محمد وأمته، قال فذلك قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً