ولهذا تقترن أسماء
الله المرتبطة بالخلق بحكمة الله، كما قال تعالى:﴿ هُوَ
اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ﴾ (الحشر:24)
ولهذا أيضا يقترن
اسم الله ( العزيز) باسم الله ( الحكيم)، فالعزة تعني كمال القدرة والتصرف،
والحكمة تعني وضع ذلك في موضعه المناسب.
ولهذا كان من أدب
المسيح u قوله في ختم إجابته لربه:﴿ إِنْ
تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (المائدة:118)، فلم يقل ( فإنك أنت الغفور الرحيم)
لأن المقام يقتضي عزة الرب وحكمته لا مغفرته ورحمته.
***
وكما استدللنا
بمظاهر العدل الإلهي في الكون على عدل الله المطلق، فكذلك سنفعل هنا.. وسنقتبس بعض
ما توصل إليه العلم الحديث من ذلك، من باب التقريب لا من باب الحقيقة المطلقة..
فالحقيقة المطلقة لا يمكن لجميع أقلام الكون أن تعبر عنها.
ونبدأ ذلك بمقولة
العالم المشهور (إسحاق نيوتن) الذي قال:( لاشك في الخالق، فإن هذا التفرع في
الكائنات، وما فيها من ترتيب أجزاء ومقوماتها، وتناسب مع غيرها ومع الأزمنة
والأمكنة، لا يعقل أن تصدر إلا من حكيم عليم)
وانطلاقا من هذا،
فإن ظاهرة التناسب والتناسق في الكون من أكبر دلائل الحكمة الباهرة، وقد ذكر
الأستاذ الفاضل عبد الرزاق نوفل في كتابه (الله والعلم الحديث) انطلاقا من المنهج
الذي رسمه الله تعالى بقوله:﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ
عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ
اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ
جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ
إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا
تُبْصِرُونَ (72)﴾ (القصص) بعض دلائل الحكمة الإلهية في خلقه، فقال:( ترى
لو كان