وأخبر تعالى عن
الذين اتخذوا المسيح u وسيطا لله، وزعموه ابنا
لله، بآيات كثيرة، وأخبر أن المسيح يتبرأ منهم، كما تبرأت الملائكة من المشركين
بها، قال تعالى:﴿ وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ
قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ
سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ
قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي
نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾ (المائدة:116)، ثم بين نص
رسالته لهم، ودوره فيهم بقوله:﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي
بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا
دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المائدة:117)
ورد الله تعالى على
عبدة الكواكب، كما في قصة إبراهيم u، مبينا أن ما جبلت عليه
من أفول وضعف يحول بينها وبين تولي زمام الوساطة.
أما عبدة الأصنام،
ومن جعلوها وسائط بينهم وبين الله، فقد رد الله تعالى عليهم في مواطن كثيرة من
القرآن الكريم، وكلها تصلح للرد على كل مشرك كان في جزيرة العرب أو في جزائر الهند
واليابان والصين..
* * *
مقابل هؤلاء
جميعا.. المؤمن العارف بالله، فهو لا يرى إلا الله، فإن عاد إليه عقله المشدوه في
جلال الله وجماله لم ير الخلق إلا كما يرى القشة في مهب الريح أو الميت بين يدي
الغسال.
وإلى هذه الإجابة
وردت النصوص الكثيرة تنبه المؤمنين إلى تفرد الله في تصريف مقاديره، وتخبرهم أن
الله تعالى لم يجعل الوسائط بينه وبين عباده لا في خلقه ولا في